إبليس ينسحب
(عن ميدان القتال)
(عن ميدان القتال)
ولما رأى إبليس،
(وكان قد جاء في صورة سراقة بن مالك بن جُعْشُم المدلجي كما ذكرنا)
ولم يكن فارقهم منذ ذلك الوقت،
فلما رأي ما يفعل الملائكة بالمشركين فر ونكص على عقبيه،
وتشبث به الحارث بن هشام
ـ وهو يظنه سراقة ـ
فوكز في صدر الحارث فألقاه،
ثم خرج هاربًا،
وقال له المشركون:
إلى أين يا سراقة؟
ألم تكن قلت: إنك جار لنا، لا تفارقنا؟
فقال: {إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللهَ وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ}
[الأنفال:48]،
ثم فر حتى ألقى نفسه في البحر.
الهزيمة الساحقة
وبدأت أمارات الفشل والاضطراب في صفوف المشركين،
وجعلت تتهدم أمام حملات المسلمين العنيفة،
واقتربت المعركة من نهايتها،
وأخذت جموع المشركين في الفرار والانسحاب المبدد،
وركب المسلمون ظهورهم يأسرون ويقتلون،
حتى تمت عليهم الهزيمة.
صمود أبي جهل
أما الطاغية الأكبر أبو جهل،
فإنه لما رأى أول أمارات الاضطراب في صفوفه حاول أن يصمد في وجه هذا السيل،
فجعل يشجع جيشه ويقول لهم في شراسة ومكابرة:
لا يهزمنكم خذلان سراقة إياكم،
فإنه كان على ميعاد من محمد،
ولا يهولنكم قتل عتبة وشيبة والوليد،
فإنهم قد عجلوا،
فواللات والعزى لا نرجع حتى نقرنهم بالحبال،
ولا ألفين رجلًا منكم قتل منهم رجلًا،
ولكن خذوهم أخذًا حتى نعرفهم بسوء صنيعهم.
(وكان قد جاء في صورة سراقة بن مالك بن جُعْشُم المدلجي كما ذكرنا)
ولم يكن فارقهم منذ ذلك الوقت،
فلما رأي ما يفعل الملائكة بالمشركين فر ونكص على عقبيه،
وتشبث به الحارث بن هشام
ـ وهو يظنه سراقة ـ
فوكز في صدر الحارث فألقاه،
ثم خرج هاربًا،
وقال له المشركون:
إلى أين يا سراقة؟
ألم تكن قلت: إنك جار لنا، لا تفارقنا؟
فقال: {إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللهَ وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ}
[الأنفال:48]،
ثم فر حتى ألقى نفسه في البحر.
الهزيمة الساحقة
وبدأت أمارات الفشل والاضطراب في صفوف المشركين،
وجعلت تتهدم أمام حملات المسلمين العنيفة،
واقتربت المعركة من نهايتها،
وأخذت جموع المشركين في الفرار والانسحاب المبدد،
وركب المسلمون ظهورهم يأسرون ويقتلون،
حتى تمت عليهم الهزيمة.
صمود أبي جهل
أما الطاغية الأكبر أبو جهل،
فإنه لما رأى أول أمارات الاضطراب في صفوفه حاول أن يصمد في وجه هذا السيل،
فجعل يشجع جيشه ويقول لهم في شراسة ومكابرة:
لا يهزمنكم خذلان سراقة إياكم،
فإنه كان على ميعاد من محمد،
ولا يهولنكم قتل عتبة وشيبة والوليد،
فإنهم قد عجلوا،
فواللات والعزى لا نرجع حتى نقرنهم بالحبال،
ولا ألفين رجلًا منكم قتل منهم رجلًا،
ولكن خذوهم أخذًا حتى نعرفهم بسوء صنيعهم.
ولكن سرعان ما تبدت له حقيقة هذه الغطرسة،
فما لبث إلا قليلًا حتى أخذت الصفوف تتصدع أمام تيارات هجوم المسلمين.
نعم، بقى حوله عصابة من المشركين ضربت حوله سياجًا من السيوف،
وغابات من الرماح،
ولكن عاصفة هجوم المسلمين بددت هذا السياج،
وأقلعت هذه الغابات،
وحينئذ ظهر هذا الطاغية،
ورآه المسلمون يجول على فرسه،
وكان الموت ينتظر أن يشرب من دمه بأيدى غلامين أنصاريين.
مصرع أبي جهل
قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه:
إني لفي الصف يوم بدر إذ التفت،
فإذا عن يمينى وعن يسارى فتيان حديثا السن،
فكأني لم آمن بمكانهما،
إذ قال لي أحدهما سرًا من صاحبه:
يا عم، أرني أبا جهل،
فقلت: يابن أخي، فما تصنع به؟
قال: أخبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم،
قال: والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا،
فتعجبت لذلك.
قال: وغمزني الآخر،
فقال لي مثلها،
فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس.
فقلت: ألا تريان؟ هذا صاحبكما الذي تسألاني عنه،
قال: فابتدراه فضرباه حتى قتلاه،
ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فـقال: (أيكما قتله؟)
فقـال كـل واحد منهما: أنا قتلته،
قال: (هل مسحتما سيفيكما؟)
فـقالا: لا.
فنـظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلــى السيفـين فقال: (كلاكما قتله)،
وقضى رسول اللهصلى الله عليه وسلم بسَلَبِه لمعاذ بن عمرو بن الجموح،
والرجلان معاذ بن عمرو بن الجموح،
ومُعَوِّذ ابن عفراء.
فما لبث إلا قليلًا حتى أخذت الصفوف تتصدع أمام تيارات هجوم المسلمين.
نعم، بقى حوله عصابة من المشركين ضربت حوله سياجًا من السيوف،
وغابات من الرماح،
ولكن عاصفة هجوم المسلمين بددت هذا السياج،
وأقلعت هذه الغابات،
وحينئذ ظهر هذا الطاغية،
ورآه المسلمون يجول على فرسه،
وكان الموت ينتظر أن يشرب من دمه بأيدى غلامين أنصاريين.
مصرع أبي جهل
قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه:
إني لفي الصف يوم بدر إذ التفت،
فإذا عن يمينى وعن يسارى فتيان حديثا السن،
فكأني لم آمن بمكانهما،
إذ قال لي أحدهما سرًا من صاحبه:
يا عم، أرني أبا جهل،
فقلت: يابن أخي، فما تصنع به؟
قال: أخبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم،
قال: والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا،
فتعجبت لذلك.
قال: وغمزني الآخر،
فقال لي مثلها،
فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس.
فقلت: ألا تريان؟ هذا صاحبكما الذي تسألاني عنه،
قال: فابتدراه فضرباه حتى قتلاه،
ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فـقال: (أيكما قتله؟)
فقـال كـل واحد منهما: أنا قتلته،
قال: (هل مسحتما سيفيكما؟)
فـقالا: لا.
فنـظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلــى السيفـين فقال: (كلاكما قتله)،
وقضى رسول اللهصلى الله عليه وسلم بسَلَبِه لمعاذ بن عمرو بن الجموح،
والرجلان معاذ بن عمرو بن الجموح،
ومُعَوِّذ ابن عفراء.
✔ولما انتهت المعركة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من ينظر ما صنع أبو جهل؟)
فتفرق الناس في طلبه،
فوجده عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وبه آخر رمق،
فوضع رجله على عنقه وأخذ لحيته ليحتز رأسه،
وقال: هل أخزاك الله يا عدو الله؟
قال: وبماذا أخزاني؟
أأعمد من رجل قتلتموه؟
أو هل فوق رجل قتلتموه؟
وقال: فلو غير أكَّار قتلنى،
ثم قال: أخبرني لمن الدائرة اليوم؟
قال: لله ورسوله،
ثم قال لابن مسعود ـ وكان قد وضع رجله على عنقه:
لقد ارتقيت مرتقى صعبًا يا رُوَيْعِىَ الغنم،
وكان ابن مسعود من رعاة الغنم في مكة.
(من ينظر ما صنع أبو جهل؟)
فتفرق الناس في طلبه،
فوجده عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وبه آخر رمق،
فوضع رجله على عنقه وأخذ لحيته ليحتز رأسه،
وقال: هل أخزاك الله يا عدو الله؟
قال: وبماذا أخزاني؟
أأعمد من رجل قتلتموه؟
أو هل فوق رجل قتلتموه؟
وقال: فلو غير أكَّار قتلنى،
ثم قال: أخبرني لمن الدائرة اليوم؟
قال: لله ورسوله،
ثم قال لابن مسعود ـ وكان قد وضع رجله على عنقه:
لقد ارتقيت مرتقى صعبًا يا رُوَيْعِىَ الغنم،
وكان ابن مسعود من رعاة الغنم في مكة.
وبعد أن دار بينهما هذا الكلام احتز ابن مسعود رأسه،
وجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقال: يا رسول الله، هذا رأس عدو الله أبي جهل،
فقال: (الله الذي لا إله إلا هو؟) فرددها ثلاثًا،
ثم قال: (الله أكبر، الحمد لله الذي صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، انطلق أرنيه)،
فانطلقـنا فــأريته إيـاه، فقال:
(هذا فرعون هذه الأمة).
يتبع... من روائع الإيمان في هذه المعركة
وجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقال: يا رسول الله، هذا رأس عدو الله أبي جهل،
فقال: (الله الذي لا إله إلا هو؟) فرددها ثلاثًا،
ثم قال: (الله أكبر، الحمد لله الذي صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، انطلق أرنيه)،
فانطلقـنا فــأريته إيـاه، فقال:
(هذا فرعون هذه الأمة).
يتبع... من روائع الإيمان في هذه المعركة
تعليقات