🎠معركة القادسية الحلقة الخامسة 🎠
الحلقة الخامسة
الاستنفار العام في جزيرة العرب
لَمَّا علم أميرُ المؤمنين عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه- باجتماع كلمة الفرس على يزدجرد وتتويجه ملكًا عليهم، وعلم أيضًا بعزْم قيادتي الفُرْس السياسية والعسكرية على حرْب المسلمين، وطرْدهم من العراق، والتصدِّي للدعوة الإسلامية، أدْرك خطورةَ الموقف وأبعاده، وما سوف يُفرزه من آثار سلبية على سَيْر الدعوة الإسلامية في العراق، فقرَّر عمر بن الخطاب مناجزةَ الفُرْس، ومنازلتهم في لقاء عسكري حاسِم، يُنهي الوجود السياسي والعسكري للفرس في العراق، ويُمكِّن الدعوة الإسلامية من الوصول إلى الناس في العراق بأمْن وسلام. فأعلن عمر حالةَ الطـوارئ والاستنفار العام في جزيرة العرب، وذلك لإعداد جيش إسلاميٍّ كبير، فكتب إلى أمراء البلدان، ورؤساء القبائل في جزيرة العرب "يأمرهم ألا يَدَعُوا أحدًا له سلاحٌ أو فَرَس، أو نجدة أو رأي، إلاَّ انتخبتموه، ثم وجهتموه إليَّ، والعَجَلَ العَجَل"[30].
بَعَث سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- إلى ملك الفُرْس وفدًا من أهل الرأي والمناظرة والجلد، يدعونه إلى الإسلام، وإلى إقرار الأمْن والسلام في المنطقة. ووصل الوفد إلى المدائن، والْتقى بقادة الفرس، فعَرَض عليهم الإسلام ودَعاهم إليه، وقد جَرَت بين رسل المسلمين وقيادة الفُرْس مناظرة ومحاورة، أدْلى كلٌّ منهما فيها بحُججه ووجهة نظره في المسألة، وقد جنح رسلُ المسلمين في مناظرتهم لقادة الفُرْس السياسيِّين والعسكريِّين إلى الحكمة والموعظة الحسنة، غير أنَّ قادة الفُرْس ظنُّوا أنَّ جنوح رسل المسلمين إلى اللِّين والحِكمة والموعظة الحسنة في المجادلة والمناظرة راجعٌ إلى ضَعْف دولة الخلافة الراشدة؛ وذلك بسبب استهزاء قادة الفُرس بعرب الجزيرة واحتقارهم، وبسبب جَهْلهم بالإسلام ودولته، فقد غرَّتْهم قوتُهم، فركنوا إليها، وجنحوا إلى التهديد بالقوَّة العسكرية، والتحدِّي بدفْن المسلمين في خَنْدق "القادسية" في ساعة مِن نهار، فلم يُصغوا لدعوة الإسلام والأمْن والسلام. وانتهتِ المفاوضات بيْن المسلمين وقيادة الفُرْس دون أن تحقِّق أهدافَها الإسلامية في إقرار الأمن والسلام في المنطقة، فكان فشلُ المفاوضات بين المسلمين والفُرْس في تحقيق الأمن والسلام في المنطقة مما هيَّج أمر "القادسية"، فأصبح اللِّقاء العسكري بين المسلمين والفُرْس أمرًا لا مفرَّ منه.
إعداد الجيش الإسلامي عدل
استجاب عربُ الجزيرة لاستنفار أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فأخذتْ قوافلهم تحطُّ بالمدينة، فازدحمتْ طرق المدينة وسِككُها بالجند، فخرج عمر بالناس، ونزل على ماء يقال له (صرار)، فعسكر به. كان رأي عامَّة الجند أن يتولَّى الخليفة قيادة الجيش، فبعث عمر إلى أهل الرأي يستشيرهم في المسألة، فاجتمع إليه وجوه أصحاب الرسول وأعلام العرب وفرسانهم، فاستشارهم في ذلك، فاجتمع مَلؤُهم على أن يقيمَ عمر في المدينة، ويُسندَ قيادةَ الجيش إلى واحد من الصحابة، ويمدَّه بالجنود، وأشاروا عليه بسعد بن أبي وقَّاص؛ لصُحبته وسَبْقه، ولجرأته وشجاعته في القتال، فأرسل إليه عمر، فلمَّا حَضَر عنده ولاَّه قيادة الجيش، وقال له:"إني قد وليتُك حرْبَ العراق، فاحفظْ وصيتي، فإنك تَقْدَم على أمر شديد كِريه، لا يخلص منه إلاَّ الحق، فعوِّد نفسَك ومَن معك الخير، واعلم أنَّ عتاد الحرْب الصبرُ، فاصبرْ على ما أصابك، تجتمعْ لك خشيةُ الله، واعلم أنَّ خشية الله تجتمع في أمرين؛ طاعته، واجتناب معاصيه
يتبع 👇
قبل المعركة
الحلقة الخامسة
الاستنفار العام في جزيرة العرب
لَمَّا علم أميرُ المؤمنين عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه- باجتماع كلمة الفرس على يزدجرد وتتويجه ملكًا عليهم، وعلم أيضًا بعزْم قيادتي الفُرْس السياسية والعسكرية على حرْب المسلمين، وطرْدهم من العراق، والتصدِّي للدعوة الإسلامية، أدْرك خطورةَ الموقف وأبعاده، وما سوف يُفرزه من آثار سلبية على سَيْر الدعوة الإسلامية في العراق، فقرَّر عمر بن الخطاب مناجزةَ الفُرْس، ومنازلتهم في لقاء عسكري حاسِم، يُنهي الوجود السياسي والعسكري للفرس في العراق، ويُمكِّن الدعوة الإسلامية من الوصول إلى الناس في العراق بأمْن وسلام. فأعلن عمر حالةَ الطـوارئ والاستنفار العام في جزيرة العرب، وذلك لإعداد جيش إسلاميٍّ كبير، فكتب إلى أمراء البلدان، ورؤساء القبائل في جزيرة العرب "يأمرهم ألا يَدَعُوا أحدًا له سلاحٌ أو فَرَس، أو نجدة أو رأي، إلاَّ انتخبتموه، ثم وجهتموه إليَّ، والعَجَلَ العَجَل"[30].
بَعَث سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- إلى ملك الفُرْس وفدًا من أهل الرأي والمناظرة والجلد، يدعونه إلى الإسلام، وإلى إقرار الأمْن والسلام في المنطقة. ووصل الوفد إلى المدائن، والْتقى بقادة الفرس، فعَرَض عليهم الإسلام ودَعاهم إليه، وقد جَرَت بين رسل المسلمين وقيادة الفُرْس مناظرة ومحاورة، أدْلى كلٌّ منهما فيها بحُججه ووجهة نظره في المسألة، وقد جنح رسلُ المسلمين في مناظرتهم لقادة الفُرْس السياسيِّين والعسكريِّين إلى الحكمة والموعظة الحسنة، غير أنَّ قادة الفُرْس ظنُّوا أنَّ جنوح رسل المسلمين إلى اللِّين والحِكمة والموعظة الحسنة في المجادلة والمناظرة راجعٌ إلى ضَعْف دولة الخلافة الراشدة؛ وذلك بسبب استهزاء قادة الفُرس بعرب الجزيرة واحتقارهم، وبسبب جَهْلهم بالإسلام ودولته، فقد غرَّتْهم قوتُهم، فركنوا إليها، وجنحوا إلى التهديد بالقوَّة العسكرية، والتحدِّي بدفْن المسلمين في خَنْدق "القادسية" في ساعة مِن نهار، فلم يُصغوا لدعوة الإسلام والأمْن والسلام. وانتهتِ المفاوضات بيْن المسلمين وقيادة الفُرْس دون أن تحقِّق أهدافَها الإسلامية في إقرار الأمن والسلام في المنطقة، فكان فشلُ المفاوضات بين المسلمين والفُرْس في تحقيق الأمن والسلام في المنطقة مما هيَّج أمر "القادسية"، فأصبح اللِّقاء العسكري بين المسلمين والفُرْس أمرًا لا مفرَّ منه.
إعداد الجيش الإسلامي عدل
استجاب عربُ الجزيرة لاستنفار أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فأخذتْ قوافلهم تحطُّ بالمدينة، فازدحمتْ طرق المدينة وسِككُها بالجند، فخرج عمر بالناس، ونزل على ماء يقال له (صرار)، فعسكر به. كان رأي عامَّة الجند أن يتولَّى الخليفة قيادة الجيش، فبعث عمر إلى أهل الرأي يستشيرهم في المسألة، فاجتمع إليه وجوه أصحاب الرسول وأعلام العرب وفرسانهم، فاستشارهم في ذلك، فاجتمع مَلؤُهم على أن يقيمَ عمر في المدينة، ويُسندَ قيادةَ الجيش إلى واحد من الصحابة، ويمدَّه بالجنود، وأشاروا عليه بسعد بن أبي وقَّاص؛ لصُحبته وسَبْقه، ولجرأته وشجاعته في القتال، فأرسل إليه عمر، فلمَّا حَضَر عنده ولاَّه قيادة الجيش، وقال له:"إني قد وليتُك حرْبَ العراق، فاحفظْ وصيتي، فإنك تَقْدَم على أمر شديد كِريه، لا يخلص منه إلاَّ الحق، فعوِّد نفسَك ومَن معك الخير، واعلم أنَّ عتاد الحرْب الصبرُ، فاصبرْ على ما أصابك، تجتمعْ لك خشيةُ الله، واعلم أنَّ خشية الله تجتمع في أمرين؛ طاعته، واجتناب معاصيه
يتبع 👇
قبل المعركة
تعليقات